الجمعة، 29 يونيو 2018

ما بين الأحمر والأزرق


في طفولتي حينما كان يسألني أحدهم "ما هو لونك المفضل؟" كنت أجاوبه قائلة :الأزرق. في الحقيقة كنت أظن أننا نختار بين الأزرق والأحمر فقط لذلك كنت أختار الأزرق وأختي تختار الأحمر. لم أكن أعلم أنه كان يمكنني الإختيار من بين كل الألوان! لا أعرف لماذا ظننت ذلك ولكن على كل حال ظللت أفضل الأزرق رغم أنني لم أقتني أي شئ أزرق تقريباً! لا أرتدي الأزرق مثلا لآنه لا يليق على لون بشرتي. تفضيلي له كان تفضيل لمبدأ أن الأزرق أهدأ من الأحمر ثم أنه لون البحر والسماء وهي أشياء أحبها. أيضاً كنت مولعة بالإختبارات التي تخبرك عن صفاتك من معرفتهم للونك المفضل وكنت دائما أفتخر أن تفضيلي للأزرق يعني أني أمتلك صفات قيادية عالية. هكذ ظل حبي للأزرق يزيد وظللت أيضا لا أقتني أي شيئاً أزرق. 
هل تعرفون المرحلة العُمرية التي تكتشفون فيها أنكم كنتم تُجبرون أنفسكم على التشبه بشخصية قد رسمتموها في صغركم وحاولتم أن تكونوها ولكن مع الوقت تكتشفون أنكم شخص آخر غير الذي تظنونه. هل تعرفون ما أتكلم عنه؟
ثم هذا الصراع بين ما تريد أن تكونه وما أنت بالفعل عليه الآن، إلى أن ينتهي هذا الصراع بإستسلامك وتقبلك أنك لن تكون من كنت تُفضل أن تكونه وتبدأ بالتصالح مع ذاتك.
في الحقيقة أنا مررت بكل هذا ووجدت التصالح مع اللون الأخضر. أحب الزرع والأشجار أكثر من البحر والسماء أجد فيهم الراحة النفسية أكثر.. لون فيه تسامح وتصالح وإشراق وحيوية. أقتني الكثير من الأخضر فهو يليق بلون بشرتي. 
ولكن إلى الآن أجد صعوبة بالغة في الإجابة على سؤال " ما هو لونك المفضل؟" بالطبع الآن أعرف أن الإختيار هنا لا يقتصر على الأحمر والأزرق فقط ولكني ما زلت غير قادرة على إختيار أي إختيار غير الأزرق!
الصراع هنا أنه أصبح من الصعب أن يعبر عني لون واحد فقط! فأنا على عكس ما توقعت أحب الأحمر أيضاً، من منا لا يُحب ما يضيفه اللون الأحمر للحياه؟! حيوية وجنون. لا أحد ينكر أنه لون له سيطرة كبيرة ومهم جدا. ثم أخبروني عن الأصفر؟ رغم أنني أعلم أنه من النادر أن أجد من يفضل الأصفر ولكن الأصفر هو العامل المشترك. هو التضاد في اللوحة. هو ما يُظهر بقية الألوان ويجعلها متناسبة مع بعضها البعض. اللون الأصفر مثل ملح الطعام لا أحد يفضله مُفردا ولكن لا غنى عنه ولا معنى لبقية الأطعمة من دونه. ثم أخبرني عن البنفسجي ودرجاته؟! وماذا عن الأبيض؟ 
لم يعد هذا السؤال يًناسبني رغم أنه دائما سيظل هناك تفضيلاً لبعض الألوان على بعضها الآخر ولكن لم أعد قادرة على تفضيل لون واحد في كل حال وكل وقت وبالطبع هذا النص أنثوي بحت فجميع الرجال يفضلون الأسود في كل وقت وكل حال.

الثلاثاء، 3 أبريل 2018

أسطورتك أنك كنت حقيقي جداً -وداعاً د/ أحمد خالد توفيق.




أولاً أعذرني عن الأخطاء الإملائية والنحوية التي ستجدها هنا فلم تكن مادة اللغة العربية من موادي المفضلة في المدرسة. وما ميزني قليلاً عمن يكتبون التنوين نون ولا يعترفون بالتاء المربوطة حرفاً هي بعض القصص والروايات التي كانت تحضرها أختي إلى بيتنا. كنت أنت ثاني كاتب أقرأ له ولكنك كنت أول من أقرأ له بعد ذلك. لم أقرأ كل حرف كتبته أنت عكس أختي التي فعلت والتي تحفظ الكثير مما تكتب عن ظهر قلب ولطالما تعجبت كيف أنها تستطيع أن تسرد لي إقتباس لك وتذكر أنه كان في سلسة كذا في العدد المسمى بكذا ولذلك أعتبر نفسي قارئة من الدرجة الثانية لك.

على عكس الأغلبية من قراءك فأنا أفضل سلسة سفاري وبطلها علاء عبدالعظيم وأؤمن أنه ليس شخصية إفتراضية بل هو شخص لا يقل في حقيقته عني وعنك. وعشقت القارة السوداء والتي أشعر بإنتمائي إليها لا لآنني ولدت بها ولكن من كتاباتك عنها.

دعني أخبرك لماذا أحببتك وإن لم أرك يوماً.. لقد ظننت دائماً أن علاء عبدالعظيم هو روحك الشابة بطيبتها وفضولها وشغفها وتهورها، وأن عبيرهي مخزون ما قرأته عبر السنوات، ورفعت إسماعيل هو الجانب الحكيم اللامبالي بإجابات أسئلة علاء الوجودية. . ثم عرفت أنك أيضاً طبيب وتمارس الطب والتدريس فأدركت أن لك الكثير من الجوانب التي لا يعرفها غير المقربيين منك والتي بالتأكيد ستكون أيضاً جوانب مبدعة، فكيف لا أكن لك الحب والإحترام بعد كل هذا؟

أكتب لك الآن لأجد أن كلماتي فقيرة لا تستطيع أن تكتب لك أو عنك. أريد أن أكتب عن كتاباتك وعن مجتمع قراءك وكيف أننا حينما نقابل شخصاً ونعرف أنه يقرأ لك يكون هذا بمثابة تذكرة تغير إنطباعنا الأول عنه وتزيد مساحته لدينا. نعم كلماتي فقيرة وأنا غير راضية عنها. أردت أن أكرمك بكلماتي ولم أستطع وإن كنت لا تحتاج إلى تكريمي. كنت أريد أن يعرفك من لم يقرأ لك حينما يقرأ كلماتي ولم أوفق. سألتني يوماً صديقة لي لم تقرأ لك وكانت تتعجب من شعبيتك فبدأت بقراءة رواية لك ثم قالت لي على إستحياء بعد بضع صفحات أنها لا تشعر مثلما نشعر. قلت لها: جماهيرية د/ أحمد خالد توفيق جماهيرية تراكمية، لا تبدأي برواياته وابدأي الرحلة من بدايتها ابتاعي واحدة من السلاسل الثلاث وأعرف أنك لن تتوقفي عن القراءة له بعد ذلك فأسطورتك يا د/أحمد ليست فقط قلمك وموهبتك، أسطورتك أنك كنت الرفيق. أسطورتك أنك لم تدعي المثالية يوماً. أسطورتك أنك كنت حقيقي جداً بلا تزييف ولا تبجيل فأدعو الله أن يرحمك ويثبتك عند السؤال وأن يغفر لك ذنبك وأن يسكنك الفردوس الأعلى.

الثلاثاء، 27 مارس 2018

أتعاهدني يا صديقي؟



رسالة إلى صديقي..

الكثير من الأفكار تتزاحم الآن بداخل رأسي لا أعرف كيف أختار الكلمات المناسبة للتعبير عنها.. ولا أعرف أي الأفكار تستحق التعبير عنها أولاً.
كالعادة سأقول ما يجول بخاطري بدون ترتيب وربما لن أجيد إختيار الكلمات المناسبة أيضاً ولكني سأحاول.
نحن نكبر يا صديقي وعمق ما نعرفه الآن ليس مثل منذ سنوات مضت.. لقد كنت أظن أننا حينما نكبر تزيد معرفتنا بالكم ولكني وجدتها تزيد بالكيف، كل يوم أرى أبعاد أخرى لم أكن أدركها من قبل. وأدركت أيضاً كيف أنني لا أرى أبعاد أعمق سأراها مستقبلاً.
بدون مقدمات.. أريد أن أتكلم معك عننا يا صديقي، عن علاقتنا.. الآن نعرف أن الطريق غير ممهد وأن نوايانا الطيبة وحدها لن تصمد أمام العقبات.. الآن ندرك أن الزمن قادر على جعلنا غرباء دون رغبة منا في ذلك.. وأيضاً ندرك أن الرغبات وحدها لا تكفي.. العلاقات مثل البناية تحتاج جهد وصبر وصيانة وتجديد مستمرين.
يا صديقي لابد أن ندرك أن بنايتنا ستتضرر لا مفر! ظروف المعيشة وأحلامنا وتطلعاتنا المختلفة وإحتياجاتنا والمسئوليات وعيوبنا وعاداتنا السيئة ونفوسنا المُتقلبة وشياطيننا كل هذا سيضر بنايتنا.. سيدمرها.
ولكن..
القرار لنا إما أن ندرك أن لامفر من الضرر بتصالح وأن نتعهد سوياً على الصيانة والترميم والتجديد،وندرك أننا بعد سنين سنصبح أشخاص مختلفين قد لا يناسبنا ما بنيناه سوياً فلا نيأس ونغير في البناء بما يناسبنا بدون كلل في سلسلة من جهد مستمر لا يتوقف.
وإما أن نترك بنايتنا يأكلها العفن وتنال منها عوامل التعرية وتعصف بها الرياح وتضربها الزلازل ونشاهد سوياً مستسلمين ما سيتركه لنا الزمن أو ما لن يتركه ثم نرحل آسفين.
أتعاهدني أن نعتني ببنايتنا
بالحب والرغبة والإهتمام، بالفعل والقول، وبالتغافل عن نواقصنا وأن نكمل بناءها بما نتمنى؟ أتعاهدني أن نجعلها قوية يوماً بعد يوم؟
أتعاهدني يا صديقي إن لم ننجح وإن رأينا أرضنا بلا بناية وإن أصبحنا غرباء.. أتعاهدني أن نتعرف على بعض مجدداً؟

الأحد، 18 مارس 2018

تهادوا - Give a gift


بداية أحب أن أُعرف نفسي. إسمي رحمة. أنا فتاه مصرية حديثة التخرج من الجامعة. أحلم بعالم أفضل. لا أؤمن بالمدينة الفاضلة ولا أحلم بها ولكني أؤمن أن الحياه من الممكن أن تكون أفضل بأفعال بسيطة نمارسها في يومنا.


 بدأت هذه المدونة لغرض تأصيل مبدأ بسيط ومهم ولكننا ننسى أهميته دائماً وهو مبدأ التعبير عن الحب. شئ بسيط وصغير له فعل السحر. نشر الحب والألفة والتراحم أشياء نحتاج إليها جميعاً بشكل دائم ولكن قل ما نمارسها. يظن البعض أن التعبير عن مشاعره أمر صعب ولكننا معاً سنكتشف عبر هذه المدونة أن أي إنسان يستطيع التعبير عن مشاعره الطيبة بمئات الطرق التي تناسب شخصياتنا المختلفة.

أتطلع إلى رحلتي معكم عبر هذه المُدونة والتي أيقن أنها ستكون رحلة مميزة ومليئة بكل ما يشبع الروح.

ما بين الأحمر والأزرق

في طفولتي حينما كان يسألني أحدهم "ما هو لونك المفضل؟" كنت أجاوبه قائلة :الأزرق. في الحقيقة كنت أظن أننا نختار بين الأزرق والأ...